-A +A
لا تتوقف إسرائيل عن إشعال الحرائق في الشرق الأوسط، إذ إنها ما إن تهدأ في منطقة إلا وتسارع بإذكاء نيرانها في منطقة أخرى، فالاحتلال لا يعيش إلا على القتل والتدمير ونشر الفوضى، وما عملية اجتياح جنين ومخيمها المكتظ بالبشر في مساحة ضيقة من دون مبرر إلا دليل على أن التوجه اليميني الحاكم في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، يخطط لتقويض أية جهود إقليمية أو دولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وبعد اقتحام المدينة ومخيمها في عملية وصفت بأنها الأكبر منذ نحو 20 عاماً، إذ شارك فيها أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات، اتجهت الأنظار نحو قطاع غزة الذي شنت عليه الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الغارات مستهدفة مواقع لحركة حماس.


ومن هنا تأتي أهمية دعوة مجلس جامعة الدول العربية إلى إطلاق تحرك عربي عاجل سواء عبر الزيارات والاتصالات أو توجيه الرسائل إلى مجلس الأمن الدولي وأعضائه ومراكز صناعة القرار الدولي؛ للمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له.

إذ إنه من دون تضامن دولي واسع، ومن دون ردع حقيقي للعربدة الإسرائيلية، فإن المنطقة مقبلة على صيف شديد السخونة، خصوصاً مع تراجع الاهتمام الدولي بما يجري في المنطقة، وتوجيه الأنظار نحو ملفات وقضايا أخرى عالمية.